العلامــات المتــحققة للمــجيء الثانــي للمسيــح لـه المجــد :رابــعا : احـداث (مصـر)




ارض مصر قد مرت بتغييرات كبيرة في السنوات الثلاث الأخيرة حيث تم اسقاط النظام وقيام الثورة امتدادا للثورات العربية المتلاحقة في المنطقة ، التغيير كما قلنا حصل ومعه بدأت مرحلة جديدة للشعب المصري وارض الكنانة سوية .. هنالك خليط من الآلام والمسرات كما يقال الأفراح والأتراح معا تزامنت مع حصول هذا التغيير .. اننا بصدد عرض ما حصل امام بوابة الكتاب المقدس لنرى هل ذكر الكتاب ما حدث ويحدث في ارض مصر ..لنرى ما يقول .. ( حين اجعل ارض مصر خرابا وتخلو الأرض من ملئها عند ضربي جميع سكانها يعلمون اني انا الرب ، هذه مرثاة يرثون بها ، بنات الامم ترثو بها ، على مصر وعلى كل جمهورها ترثو بها يقول السيد الرب .) (حزقيال 32 : 15 – 16) ، نحن نعلم جيدا ان ارض مصر هي ارض السلام والمحبة هبة النيل كما يسمونها وام الدنيا .. لكن مع الأسف لم تعد هكذا حيث انها تمر بمرحلة صعبة اشبه بالمخاض الذي يسبق الولادة وقد تنبأ الكتاب المقدس بهذا الوضع الذي حصل بالفعل على ارض الواقع ، فقد صارت ارض مصر خرابا بسبب الأحداث الأخيرة او لنقل انها بداية الخراب لم نكن نسمع عن القتل والتفجير في بلاد النيل قبل عقود من الزمن الا ان الحال تغير في السنوات الاخيرة وصرنا نسمع عن القتال والدماء والتفجيرات هنا وهناك ، لم تعد هبة النيل كالسابق بكل تأكيد تنعم بالأمان الكامل وشعبها ينعم بالراحة حتى مع ازاحة غيمة الظلم والحكم المستبد ابان الثورة الاخيرة التي قادها الشعب .. طبعا هذه الاحداث تسببت في مزيد من هجرة المصريين الى لخارج هربا من الواقع الصعب وخوفا من تفاقم الحال في بلادهم . ان الاحصائيات تشير الى ان المصريين قد تشتتوا بين الامم ليس الآن وإنما منذ القرن الماضي تحديدا منذ مطلع الثمانينيات هاجروا وتشتتوا في البلدان حتى وصل عدد المهاجرين منهم الى 3 ملايين مصري متوزعين بين العالم العربي والغربي على حد سواء .. ولقد ذكر شتات المصريين في الكتاب بالتعبير الصريح حيث جاء في سفر حزقيال ما نصه : ( وأشتت المصريين بين الامم واذريهم في الأراضي ) (حزقيال 30 : 23) .. وورد كذلك : ( وأشتت المصريين بين الامم وابددهم في الأراضي ) (حزقيال 29 : 12) ، وحتى هنالك نص ثالث يكرر نفس المعاني ويفهم منها حصول اكثر من شتات للمصريين وتاريخيا قلنا قد حصل شتات ما في القرن السابق ، وربما حصل شتات قديم في زمان قديم اي عهد الفراعنة ، ويبقى الشتات الثالث ممكن ان يحصل او انه بدأ بالحصول مع الاحداث الاخيرة حيث ازدياد القتل والهرج والمرج في ارض الكنانة وهو الذي يسبق مجيء المسيح الثاني او لنقل انه متزامن مع ظهور دعوته وبدا انتشارها ..اذن قضية الشتات هي الاخرى علامة من العلامات المتحققة والتي ذكرت صراحة في الكتاب المقدس ... اما القتل او الاقتتال بين اهلها او حدوث حالة التقتيل وإراقة الدماء على ارضها وبين شعبها فهو الآخر قد ذكر في الكتاب صراحة اقرأوا هذا النص (هذه مرثاة يرثون بها بنات الامم ترثو بها على مصر وعلى كل جمهورها ترثو بها يقول السيد الرب ..- الى ان قال- يا أبن آدم ولول على جمهور مصر واحدره هو وبنات الامم العظيمة الى الأرض السفلى مع الهابطين في الجب ..يسقطون في سوط القتلى بالسيف ..) (حزقيال 32 : 16 )

وهناك نقطة مهمة اخرى ذكرت في الكتاب المقدس حيث اشير الى حاكم مصر وما سيحصل له صراحة في الكتاب حيث جاء : ( هآنذا على فرعون ملك مصر فأكسر ذراعيه القوية والمكسورة واسقط السيف من يده ) وورد في نص آخر ( واكسر ذراعي فرعون فيأن قدامه انين الجريح وأشدد ذراعي ملك بابل .. اما ذراعا فرعون فتسقطان فيعلمون اني انا الرب حين اجعل سيفي في يد ملك بابل فيمده على ارض مصر ..) حزقيال 30 : 22 – 26 .. و قد يسأل القارئ ما معنى كسر ذراعي ملك او حاكم مصر ؟..والجواب يكون من خلال الالتفات الى ان مصر في حكوماتها قد مرت بمراحل عديدة من تغيير وتبديل الحكام ، ومعنى كسر ذراعي ملك مصر او فرعونها يشير الى خسارته في احدى الحروب التي يخوضها او تخوضها مصر مع الأعداء .. وهذا الحادث قد حصل في القرن الماضي ولا حاجة لتحديد السنة ولا الحرب بالذات فهي معلومة لدينا ان مصر خاضت حروب في اواسط القرن الماضي وانكسرت بسببها .. ولما كان الكتاب يكرر المشهد فهي اشارة منه الى نبؤة حول تكرار الحدث حيث يسقط حاكم معين في مصر او خسارته او سقوطه ، والسقوط لفرعون مصر ذكر صراحة في النص التالي ( يا ابن آدم ارفع مرثاة على فرعون ملك مصر –الى قوله- واغم قلوب شعوب كثيرين عند اتياني بكسرك بين الامم في اراض لم تعرفها ، احير منك شعوبا كثيرين ملوكهم يقشعرون عليك اقشعرارا عندما اخطر بسيفي قدام وجوههم فيرجفون كل لحظة كل واحد على نفسه في يوم سقوطك ..)( حزقيال 32 ) هنا نلاحظ اشارة واضحة وصريحة لسقوط حاكم مصر كعلامة تحدث في الزمان الاخير ، وقد يشكك البعض مرة اخرى ويقول ان هذه علامة قد تحققت في زمان قديم في عهد الفراعنة ولا علاقة لها بأحداث مصر الأخيرة ابان ثورة 25 يناير ، ومن هنا اقول لهؤلاء ان قولنا ان الكتاب يتحدث عن الزمن الماضي فقط هو بهتان وكذب وجرأة على مقام الكتاب المقدس ومن جاءنا بالكتاب وهم الأنبياء .. فالكتاب هو دستور سماوي يصلح لكل العصور وليس محصور او محدد لزمن من الازمان .. والحال ان الزمان الاخير هو اكثر اهمية من الزمن القديم والعصور السحيقة لماذا ؟..لأنه ببساطة يرتبط بتحقيق وعد الرب بإقامة حكومة المسيح المنتظرة كما قلنا مرارا هذا اولا ...اما ثانيا فان ما يثبت ان هذه النبوءات مرتبطة بزماننا هذا او زمان مجيء المسيح هو القرائن التي جاءت مقوية للبحث ، حيث ارتبط ذكر حاكم بابل الذي سيحكم العالم وهو يمثل المسيح له المجد في المجيء الثاني ..اذن ما نتحدث عنه بخصوص ارض مصر هو في الواقع صحيح مع الاشارة الى شتات المصريين الذي اثبتنا قبل قليل انه مرتبط كذلك بعلامة من علامات المجيء ايضا ، يضاف الى كل ذلك ربط حادثة سقوط الحاكم المصري وشتات المصريين بازدهار ملك بابل وعلو كعبه وشانه بالنسبة لحاكم او ملك مصر ..وهناك علاقة وطيدة ووثيقة بين بابل ومصر كما سنثبت ، وبين حاكم بابل وحاكم مصر في العصر الذي يزامن عهد المجيء ، فالمسيح يخرج من ارض العراق والتي هي بابل في العهد القديم كما بينا في المواضيع السابقة و ان دعوة المسيح ستنتشر من العراق وقدر لها الخروج من ذلك المكان وستصل الى ارض مصر بل ان الاعلان عن الدعوة سيكون من خلال منبر مصر حيث جاء في الكتاب المقدس : ( لما كان اسرائيل غلاما احببته ومن مصر دعوت ابني ) (هوشع 11 : 1)
 فدعوة المسيح ستنطلق من العراق لكن سيكون لها في نفس الوقت منبرا ما من ارض مصر ، وليس هذا هو الربط الوحيد بل كما قلنا ان حاكم بابل او العراق هو من ستكون بيده زمام الامور ومن سيتولى بناء ارض مصر بعد سقوط حاكمها وستكون هنالك سكة بين المصريين والآشوريين نتيجة لهذه التغييرات الكبيرة في البلدين حيث جاء في الكتاب : ( في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى آشور فيجيء الآشوريون الى مصر والمصريون الى آشور ويعبد المصريون مع الآشوريين )
 (اشعياء 19 : 23 ,24 ).
من فكر المسيح العائد

0 التعليقات: